بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , وبعد :
أخي أرجو أن تقرأ كتب أهل العلم وتنظر في كتب العلماء قبل أن تضع المواضيع , فانظر معي إلى سند هذا الحديث
قال البخاري قال لي علي عن يحيى عطية وأبو هارون وبشر بن حرب عندي سوي وكان هشيم يتكلم فيه وقال مسلم بن الحجاج قال أحمد وذكر عطية العوفي فقال هو ضعيف الحديث ثم قال بلغني ان عطية كان يأتي الكلبي ويسأله عن التفسير وكان يكنيه
بأبي سعيد فيقول قال أبو سعيد وكان هشيم يضعف حديث عطية.
قال أحمد وحدثنا أبو أحمد الزبيري سمعت الكلبي يقول كناني عطية أبو سعيد وقال الدوري عن ابن معين صالح وقال أبو زرعة لين وقال أبو حاتم ضعيف يكتب حديثه وأبو نضرة أحب إلي منه وقال الجوزجاني مائل وقال النسائي ضعيف وقال ابن عدي قد روى عن جماعة من الثقات ولعطية عن أبي سعيد أحاديث عدة وعن غير أبي سعيد وهو مع ضعفه يكتب حديثه وكان يعد مع شيعة أهل الكوفة.
قال الحضرمي توفي سنة إحدى عشرة ومائة.
قلت: وقيل مات سنة (27) ذكره ابن قانع والقراب وقال ابن حبان في الضعفاء بعد ان حكى قصته مع الكلبي بلفظ مستغرب فقال سمع من أبي سعيد أحاديث فلما مات جعل يجالس الكلبي يحضر بصفته فإذا قال الكلبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا فيحفظه وكناه أبا سعيد ويروي عنه فإذا قيل له من حدثك بهذا فيقول حدثني أبو سعيد فيتوهمون انه يريد أبا سعيد الخدري وإنما أراد الكلبي قال لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب ثم اسند إلى أبي خالد الاحمر قال لي الكلبي قال لي عطية كنيتك بأبي سعيد فأنا أقول حدثنا أبو سعيد وقال ابن سعد أنا يزيد بن هارون أنا فضيل عن عطية قال لما ولدت أتى بي أبي عليا ففرض لي في مائة.
وقال ابن سعد خرج عطية مع ابن الاشعث فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم ان يعرضه على سب علي فإن لم يفعل فاضربه أربعمائة سوط واحلق لحيته فاستدعاه فأبى أن يسب فأمضى حكم الحجاج فيه ثم خرج إلى خراسان فلم يزل بها حتى ولي عمر بن بيرة العراق فقدمها فلم يزل بها إلى أن توفي سنة (11) وكان ثقة إن شاء الله وله أحاديث صالحة ومن لناس من لا يحتج به وقال أبو داود ليس بالذي يعتمد عليه. قال أبو بكر البزار كان يعده في التشيع روى عنه جلة الناس
وقال الحافظ في أمالي الأذكار : وقال الحافظ : وقد عجبت للشيخ - يعني النووي - كيف اقتصر على سوق رواية بلال دون أبي سعيد وعز ورواية أبي سعيد لا بن السني دون ابن ماجه ) يقصد كيف ذكر النووي هذه الرواية في كتاب الأذكار وترك أبي سعيد
و قد حسنه الحافظ فى تخريج الإذكار ، و نسبه لأحمد و ابن ماجه و ابن خزيمة فى كتاب التوحيد روضة المحدثين
الذي حسنه :
الإمام الحافظ الدمياطي في كتاب ( المتجرالرابح في ثواب العمل الصالح )
ص ( 471 _ 472 )
والحافظ ابو الحسن المقدسي شيخ الحافظ المنذري كما في ( الترغيب والترهيب ) ( 3_ 273 )
والحافظ العراقي في ( تخريخ احديث الاحياء )
( 1_ 291 )
والحافظ ابن حجر في ( أمالي الاذكار ) ( 1_ 272 )
وقال الحافظ البيوصيري في ( مصباح الزجاجه ) ( 1_ 99 )
لكن رواه ابن خزيمة في صحيحه من طريق فضيل بن مرزوق فهو صحيح عنده ... اهـ
فهؤلاء خمسة من الحفاظ صححو او حسنو الحديث وهذا حقيق بالقبول والوقوف عنده والاذعان له
وهذه دراسة حول الراوي ومن قال بتوثيقه وقبل حديثه
عطية العوفي
صعفه أناس وقواه آخرون والحق مع من قواه وقبل حديثه , ومن العجيب قول من قال عطية مجمع على ضعفه!!!!
فمن وثقه أو عدله وقبل حديثه ؟؟؟
قال ابن سعد في الطبقات الكبرى 6|304 وكان ثقة أن شاء الله وله أحاديث صالحة ومن الناس من لا يحتج بها
2 _ إمام أهل الجرح والتعديل يحي بن معين وثق عطية ونقل عنه عدت مرات ففي سؤلات الدوري 2|407 قيل ليحي كيف حديث عطيه قال صالح
وفيه أيضا سألت يحي عن عطية وابي نضرة فقال ابو نظرة أحب اليا
وقال يحي بن معين في رواية ابي خالد الدقاق 27 عطية لا بأس به
قال الحافظ العراقي : وابن معين قال : من أقول لابأس به فثقة ..............
الإمام ابن شاهين
حيث أدخل عطية العوفي في الثقات 172
ومنهم ابو بكر البزار
فإنه قال كما في التهذيب 7| 226 كان يعده في التشيع روى عنه جلة من الناس وهذه صيغة تعديل
تعدل قولهم صالح الحديث أو مقارب الحديث ونحنوه كما يعلم من قواعد الحديث
ومنهم الإمام ابو حاتم الرازي
فقد قال ابي حاتم سئل ابي عن ابي نضرة وعطية فقال ابو نظرة أحب اليا
وهذا في حقيقته مقارنه بين ثقتين فإن ابا النضر المنذر بن مالك ثقة , ومقارنته مع ثقة توثيق له .
ومنهم يحي بن سعيد القطان
فقد قال عن جبر بن نوف ابي الوداك كما في التهذيب 2|60 هو أحب الي من عطية
وهي مقارنه بين ثقتين
ومنهم ابن خزيمة
فإنه أخرج الحديث في صحيحة
قال البوصيري في مصباح الزجاجه 1|98 رواه ابن خزيمة في صحيحه من طريق فضيل بن مرزوق فهو صحيح عنده
قلت فمقتضى تصحيح وتوثيق رجال الإسناد ومنهم عطية العوفي
ومنهم الإمام ابو عيسى الترمذي
فإنه حسن له عدة أحاديث من أفراده بل حسن له عدة أحاديث انفرد بها فضيل بن مرزوق عن عطيه العوفي كما في الحديث الذي نحن بصدده الكلام عليه انظرها في تحفة الأشراف ومقتضى ذالك يكون صدوقا عند الترمذي كما صرح به الحافظ في تعجيل المنفعه 153
وعليه فعطية صدوق عند الترمذي وهو شرط الحسن لذاته
وخلاصة ما تقدم أن عطية العوفي عدله يحي بن معين وسعيد القطان وابن سعد وابن معين والترمذي وأبو حاتم الرازي وابن شاهين وتبعهم بعض من تأخر عنهم فقال ابن القطان كما في نصب الرايه 4 |86 وعطية العوفي مضعف وقال ابن معين فيه : صالح فالحديث حسن
ومن تكلم فيه فلأجل ما رمي به من التدليس وهو أمر لم يصح البته والتشيع أو روايته شيئا تكلم فيه وقد تبين لك أن الأمور الثلاثه التي تكلم بسببها ليست قادحه
فالصواب قبول حديثه واعتباره من الحسن لذاته
وقد قال شيخ الفن وطبيب علله الحافظ ابن حجر العسقلاني كما في أمالي الأذكار 1| 271
ضعف عطية إنما جاء من قبل التشيع ومن قبل التدليس وهو في نفسه صدوق
وقد أصر الحافظ على كون عطية العوفي صدوقا فعندما سرد أسامي المدلسين في النكت على ابن الصلاح 2|644 قسم المدلسين لقسمين أحدهما من وصف بالتدليس مع صدقه
وثانيهما من ضعف بأمر آخر غير التدليس ثم ذكر عطية العوفي في القسم الأول 2| 646 وهم من وصفو بالتدليس مع صدقهم فهو صدوق عنده
فإذا وجد بعد هذا البيان تضعيفها لعطية العوفي فاعلم أنه مخالف للصواب
ومن زعم الإجماع على ضعف الحديث فليس قوله صحيحا , لماذا ؟؟؟
أولا الرد من زعم الإجماع على تضعيفه مرفوض كما بينت ذالك على أنه هناك من حسنة بل من صححه
الحكاية اللآخرى مع كثرة من ضعف عطية العوفي إلا أن استنادهم ضعيف لا يعول عليه
لأنه كل من اعتمد على تضعيف عطية العوفي بتدليس الشيوخ فرميه بتدليس الشيوخ غير صحيح لأجل الآتي
قال عبد الله بن أحمد سمعت ابي ذكر عطية فقال ضعيف بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير وكان يكنيه بأبي سعيد فيقول قال ابو سعيد قال ابو سعيد وكان هشيم يضعف حديث عطيه
وقال عبد الله بن أحمد حدثنا ابي ثنا ابو أحمد الزبيري سعمت الثوري قال سمعت الكلبي قال كناني عطية بأبي سعيد
وسمعت أبي يقول كان سفيان الثوري يضعف حديث عطية العوفي .. أهـ
وكذا في العلل ومعرفة الرجال 1/ 122 والجرح والتعديل 6/383 وضعفاء العقلي 3/359 والكامل لأن عدي 5/2007
وفي المجروحين لأبن حبان 2/ 177 سمعت مكحولا يقول سمعت جعفر بن أبان يقول ابن نمير يقول قال لي أبو خالد الأحمر قال لي الكلبي قال لي عطية كنيتك بأبي سعيد قال فأنا أقول حدثنا أبو سعيد فمن نظر بعين التحقيق الناقده المتجرده تجد أن أحمد ضعف عطيه العوفي ثم ذكر مستنده في تضعيفه وهي حكاية الكلبي وهو سبب كلام هشيم في عطيه وحكي أحمد تضعيف عطية بعد أن أسند البلاغ من طريق الثوري فحكاية الكلبي أصلا مستند أيضا في تضعيف عطيه
وابن حبان أدخل عطية في المجروحين 2/ 176 اعتمادا على كلام الكلبي ولم يذكر شئ آخر يتكي عليه إلا هذه الحكاية
وهذا المعتمد والمستند في النظر لا يصح سنده لأن مداره على محمد بن السائب الكلبي وحاله معروف فهو تالف متهم بالكذب
فالسند لا ينظر اليه ولا يعتمد عليه ومع ذالك سارت به الركبان بمقولة تالفه وتوارد البعض علي حكايتها والكمال لله والعصمة لرسول الله !!!! فليس صحيحا اتهامه بتدليس الشيوخ
فالحديث حسن كما قال الأئمة
والله تعالى أعلم