المــــــــــــــــــــــــــــــــلــــتقى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عــــــــــــــــــــــــا لـــــــــــم مــــــــــــنوع مـــــــن الثقـــافـــــــــــة وعلـــــــــوم التربيـــــــــــــة
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الحويني
عضو مشارك
عضو مشارك
الحويني


عدد الرسائل : 59
تاريخ التسجيل : 06/10/2008

حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته Empty
مُساهمةموضوع: حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته   حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 13, 2008 10:27 am

أجاب على هذا السؤال الشيخ: محمد القحطـاني حفظه الله .

السؤال: هل طلب الدعاء من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد موته من الشرك الأكبر؟ وكيف يورد ابن كثير قصة العتبي ؟

يجيب الشيخ محمد فيقول:

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم

أعظم علامة في دعوة المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي التوحيد، فهو إمام الموحدين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولو كان أحد يسلم من الاتهام لسلم منه المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أكرم خلق الله على الله، جاء بالتوحيد الخالص، فقيل له: ساحر ومجنون وكاهن... إلى آخر ما قيل في حقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. منقول من موقع الشيخ سفر الحوالي

لذلك فقد أمرنا الله تعالى بتجريد التوحيد له سبحانه، وكذلك أمر رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال سبحانه: فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً [الجن:18]، والآيات في هذا كثيرة جداً، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله }، فإذا كان غضبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته ثابتاً كما في الحديث الصحيح، وذلك عندما استُخْدِمَ حرفٌ من حروف اللغة استخداماً خاطئاً إذ قال له أحد الناس: ما شاء الله وشئت، فأجابه بقوله: {أجعلتني لله نداً؟ قل: ما شاء الله ثم شئت } أو كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإذا كان هذا في حياته صلى الله عليه وسلم فهل يعقل أن يدعى بعد موته؟!

إن من علامات نبوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يفهم من حديث: {اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد }، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لا تطروني كما أطرت اليهود والنصارى أنبياءهم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله }.

والتوسل برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينقسم إلى أقسام:

1- منها ما هو مشروع.

2- ومنها ما هو بدعي.

3- ومنها ما هو شركي.

فأما التوسل السني: فهو الطلب منه في حال حياته، كأن يأتي إنسان ويقول: ادعُ لي يا رسول الله! ومن التوسل السني أيضاً أن يتوسل الإنسان بالعمل الصالح، كأن يقول: اللهم بحق إيماني بك وبنبيك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اغفر لي، فهذا توسل سني.

أما التوسل البدعي: فهو مثل من يقول: اللهم بجاه رسول الله اغفر لي، فهذا بدعة، وكل بدعة مردودة على صاحبها، فلا يقبل العمل حتى يكون خالصاً لله وصواباً على وفق سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وأما التوسل الشركي: فهو الدعاء والاستغاثة برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من دون الله، كأن يقول: يا رسول الله! أمدني بمال، رد غائبي، هلك مالي، وما أشبه ذلك، وأذكر أنني رأيت في المطاف من يقول هذا، رأيته يطوف ويقول: يا رسول الله أتيت لتغفر لي!!

أقسم لكم بالذي خلقني وخلقكم أنني سمعت هذا بأذني!! فقلت له: يا أخي بيت من هذا؟ فقال: هذا بيت الله، فقلت: لماذا تدعو رسول الله من دون الله؟ قال: أنت وهابي تكره الرسول، دعك عني! فهذا هو الجهل المطبق، يطوف ببيت الله ويدعو غير الله...!

فدعاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والاستغاثة به من دون الله شرك أكبر لا شك في ذلك.

فالواجب على طلبة العلم وكل من بَصَّره الله بدينه أن يبين الخير للناس، وأن يرشد الناس إلى معرفة أمور دينهم ومعرفة المشروع والمسنون والبدعي والشركي منها حتى تقوم الحجة على الناس.

أما بالنسبة لما ذكره الحافظ ابن كثير من إيراده لقصة العتبي فهي قصة خرافية، ولعلماء السنة رحمهم الله منهج فيها على النحو التالي:

أولاً: من منهج علماء السنة أن من أسند فقد أحال، ومن أسند فقد برئ، فيمكن أن يأتي أحد الزنادقة، ويضع سنداً من عنده ليقوي هذه القصة، فعلماء الحديث رحمهم الله أحياناً يوردون القصة بسندها لتعرف ولو كانت ضعيفة ومنكرة، حتى يعرف هذا الطريق، فلا يقتربن أحد من تصحيحها، فقصة العتبي هذه غير صحيحة.

أما ذكر ابن كثير فكان الواجب أن ينبه على أنها غير صحيحة، لكن يجب أن نفهم أنه لا عصمة لأحد من البشر غير رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمن الغريب أن نختلف حول قصة العتبي ، وهي قصة غير صحيحة، ونترك ما اتفقت عليه الأمة، فقد جاء في الصحيح من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: [[اللهم إنا كنا إذا أجدبنا استسقينا بنبيك فتسقينا -أي نقول: يا رسول الله! ادعُ الله لنا- واليوم نستسقي بعم نبيك، يا عباس عم رسول الله! ادع الله لنا، فقال العباس : اللهم أغث المسلمين، اللهم ارحمهم، فأنزل الله الغيث والمطر ]].

إذاً سؤال العبد فيما يستطيعه أمر مشروع، كأن تأتي إلى إنسان صالح مشهور بصلاحه وتقواه، فتقول: يا فلان! ادع الله لي أن يهديني، هذا أمر طيب، فباستطاعته يدعو ويبتهل إلى الله أن يغفر لك أو يرزقك، فـعمر بن الخطاب طلب من العباس ، ولم يقل: اللهم بجاه نبيك، أو يا رسول الله ها نحن أصحابك هلكنا فادع الله أن يغيثنا؛ لأنهم رضوان الله عليهم تربوا على التوحيد وعلى صيانة جناب المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أن تُدنس دعوته بشيء يخرم دين الله.

فسؤال الحي فيما يقدر عليه أمر مشروع، مثلما فعل عمر بن الخطاب مع العباس رضي الله عنهما، أما قصة العتبي فهي موضوعة ولا عبرة بها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء




عدد الرسائل : 24
تاريخ التسجيل : 02/10/2008

حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته   حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 30, 2008 12:23 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , وبعد :
بارك الله فيك اخي الحويني على موضوعك هذا , واعلم اخي أنه كان ينبغي بك أن تذكر أن في هذه المسألة خلاف بين أهل العلم
أما تقسيم المسألة في قسمين :
الاول التوسل
الثاني الاستعانة والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم
أما بالنسبة للتوسل فقد ذكرت فيه كلام من حرمه , وأنا سأذكر لك الان كلام من أجازه بالأدلة الصحيحة , أما بالنسبة للاستغاثة فيكون حكمها لاحقا إن شاء الله بعد الانتهاء من موضوع التوسل الذي قد يطول الكلام فيه نوعا ما .
أقول وبالله المستعان :
أولاً : ما هو التوسل ؟
الحكم على الشيئ فرع عن تصوره كما يقال , ولذلك يجب أن نعرف حقيقة التوسل أولاً كي نحكم عليه بحكم مبدئي ..
التوسل هو : التقرب إلى الله تعالى بمحبوب إليه .
سواء كان هذا المحبوب عملاً صالحاً أو دعاء رجل صالح حياً كان أو ميتاً كلاهما سواء ..
وذلك إما لطلب مغفرة أو طلب أي حاجة دنيوية أو أخروية .

إذن هما وسيلتان :

1 - وسيلة شخصية تتمثل في العمل الصالح الصادر عن العبد نفسه
1 - وسيلة خارجية تتمثل في قصد شخص آخر يرجى صلاحه ليشفع عند الله في قضاء تلك الحاجة .

الأدلة على جوازه

أولا من القرآن :

1 - قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الوَسِيلَةَ) .
2 - وقوله تعالى : ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً ) .
3 - وقوله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً ) .

فالآية الأولى تأمر المؤمنين أن يتقربوا إلى الله بأنواع شتى من القربات، والتوسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء من القربات، التي ستثبت تفصيلاً في استعراض أدلة السنة، وليس هناك ما يخصص وسيلة عن وسيلة، فالأمر عام بكل أنواع الوسائل التي يرضى الله بها، والدعاء عبادة ويقبل طالما أنه لم يكن بقطيعة رحم، أو إثم، أو احتوى على ألفاظ تتعارض مع أصول العقيدة ومبادئ الإسلام.
والآية الثانية يثني الله عز وجل فيها على هؤلاء المؤمنين الذين استجابوا لله، وتقربوا إليه بالوسيلة في الدعاء، كما سنبين كيف يتوسل المسلم إلى الله في دعائه من السنة.
والآية الثالثة صريحة في طلب الله من المؤمنين الذهاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم واستغفار الله عند ذاته صلى الله عليه وسلم الشريفة، وأن ذلك أرجى في قبول استغفارهم، وهذه الآية باقية كما بينا في إجابة السؤال رقم 39.

ثانيا من السنة :

1 - عثمان بن حنيف رضي الله عنه قال : ( إن رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أدع الله أن يعافيني فقال : إن شئت دعوت وإن شئت صبرت ، وهو خير ، قال : فادعه. فأمره أن يتوضأ ويحسن الوضوء ويدعو بهذا الدعاء :
اللهم إني أسألك وأتوجه اليك بنبيك محمد نبي الرحمة. يا محمد إني أتوجه بك الى ربي في حاجتي لتقضى. اللهم شغعه فيّ. قال سيدنا عثمان : فعاد وقد أبصر.

2 - قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الأحياء :
1090 - حديث " اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا إليك فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة ، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "

من حديث أبي سعيد الخدري بإسناد حسن .

وقال الإمام البوصيري في مصباح الزجاجة :

(295) ــ { حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري . حدثنا الفضل بن الموفق أبو الجهم . حدثنا فضيل بن مرزوق ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري؛ ، قال: قال رسول الله «من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السّائلين عليك، وأسألك بحق ممشاي هذا. فاني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياءً ولا سمعةً. خرجت اتّقاء سخطك وابتغاء مرضاتك. فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي. إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ـ أقبل الله عليه بوجهه، واستغفر له سبعون ألف ملك».

هذا إسناد مسلسل بالضعفاء عطية هو العوفي وفضيل بن مرزوق والفضل بن الموقف كلهم ضعفاء لكن رواه ابن خزيمة في صحيحه من طريق فضيل بن مرزوق فهو صحيح عنده، وذكره رزين ورواه أحمد بن منيع في مسنده حدثنا يزيد حدثنا الفضل بن مرزوق فذكره بإسناده ومتنه وزاد في آخره حتى يفرغ من صلاته.

وممن صحح الحديث : وهذا حديث صحيح صححه كل من : الحافظ ابن حجر العسقلاني في أمالي الأذكار، والحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء، وأبو الحسن المقدسي شيخ المنذري في الترغيب والترهيب،و الحافظ الدمياطي في المتجر الرابح ، والحافظ البوصيري في مصباح الزجاجة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء




عدد الرسائل : 24
تاريخ التسجيل : 02/10/2008

حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته   حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 30, 2008 12:25 pm

ثالثا من فعل الصحابة :

1 - في صحيح البخاري عن أنس أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما – كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال : " اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا " قال : فيسقون )) رواه البخاري 2(1010) ..

وهذا الأثر يستدل به من قال بحرمة التوسل والحق فيه أنه ليس في فعل عمر لا يوجد دليل على منع التوسل ولا يفهم منه طلبه من عم النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو ويستسقي للناس مفهوما مخالفا , بحيث أن من فعل خلاف ذلك فقد اشرك , والدليل قصة مالك الدار التي مرت سابقا التي ثبتت عند ابن أبي شيبة التي صححها ابن كثير وابن حجر وغيرهم

أمر آخر لماذا اختار عمر عم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقع اختياره على غيره من الصحابة الذين هم أفضل من العباس كعثمان , أو لماذا لم يدع هو ـ وهو خير من العباس ـ ؟؟

دل هذا على أنه اختار عم النبي صلى الله عليه وسلم لقربه من النبي ولإظهار مقام النبي صلى الله عليه وسلم !!

2 - روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح ( وصححه أيضاً ابن كثير في البداية والنهاية 7 | 92 من طريق البيهقي ) عن أبي صالح السمان عن مالك الدار ، وكان خازن عمر قال : أصاب الناس قحطٌ شديدٌ في زمن عمر فجاء رجل الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا ، فأتي الرجل في المنام فقيل له ائت عمر وأقرئه السلام وأخبره أنهم يسقون. إسناده صحيح .

وقال ابن حجر في الفتح : وَرَوَى اِبْن أَبِي شَيْبَة بِإِسْنَادٍ صَحِيح مِنْ رِوَايَة أَبِي صَالِح السَّمَّانِ عَنْ مَالِك الدَّارِيّ - وَكَانَ خَازِن عُمَر - قَالَ " أَصَابَ النَّاس قَحْط فِي زَمَن عُمَر فَجَاءَ رَجُل إِلَى قَبْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُول اللَّه اِسْتَسْقِ لِأُمَّتِك فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا ، فَأَتَى الرَّجُلَ فِي الْمَنَام فَقِيلَ لَهُ : اِئْتِ عُمَر " الْحَدِيث . وَقَدْ رَوَى سَيْف فِي الْفُتُوح أَنَّ الَّذِي رَأَى الْمَنَام الْمَذْكُور هُوَ بِلَال بْن الْحَارِث الْمُزَنِيُّ أَحَد الصَّحَابَة ، وَظَهَرَ بِهَذَا كُلّه مُنَاسَبَة التَّرْجَمَة لِأَصْلِ هَذِهِ الْقِصَّة أَيْضًا وَاَللَّه الْمُوَفِّق .

وسمى ابن حجر الرجل فقال هو ( بلال بن الحارث ) .



3 - وَقَدْ أَخْرَجَ قِصَّة عَادٍ الثَّانِيَة أَحْمَد بِإِسْنَادٍ حَسَن عَنْ الْحَارِث بْن حَسَّان الْبَكْرِيّ قَالَ " خَرَجْت أَنَا وَالْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيث - وَفِيهِ - فَقُلْت : أَعُوذ بِاَللَّهِ وَبِرَسُولِهِ أَنْ أَكُون كَوَافِدِ عَادٍ ، قَالَ : وَمَا وَافِد عَادٍ ؟ وَهُوَ أَعْلَم بِالْحَدِيثِ وَلَكِنَّهُ يَسْتَطْعِمهُ ، فَقُلْت : إِنَّ عَادًا قَحَطُوا ، فَبَعَثُوا قَيْل بْن عَنْز إِلَى مُعَاوِيَة بْن بَكْر بِمَكَّة يَسْتَسْقِي لَهُمْ ، فَمَكَثَ شَهْرًا فِي ضِيَافَته تُغَنِّيه الْجَرَادَتَانِ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْد شَهْر خَرَجَ لَهُمْ فَاسْتَسْقَى لَهُمْ ، فَمَرَّتْ بِهِمْ سَحَابَات فَاخْتَارَ السَّوْدَاء مِنْهَا ، فَنُودِيَ : خُذْهَا رَمَادًا رِمْدِدًا ، لَا تُبْقِ مِنْ عَادٍ أَحَدًا " وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ بَعْضه الفتح 8 | 579




رواه الترمذي والنسائي والطبراني والحاكم وأقره الذهبي والبيهقي بالأسانيد الصحيحة.



4 - روى الطبراني في المعجم الكبير 9 | 17 من طريق ابن وهب عن شبيب عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي المدني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف رضي الله عنه : أن رجلاً كان يختلف الى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت اليه ، ولا ينظر في حاجته ، فلقي عثمان بن حنيف فشكا اليه ذلك ، فقال له عثمان بن حنيف : ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد ، فصل فيه ركعتين ، ثم قل : اللهم إني أسألك وأتوجه اليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك الى ربي فتقضي لي حاجتي ، وتذكر حاجتك ، ورح اليه حتى أروح معك.
فانطلق الرجل فصنع ما قال له ، ثم أتى باب عثمان بن عفان فجاء البواب حتى أخذ بيده ، فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة ، وقال له ما حاجتك فذكر حاجته ، فقضاها له ، ثم قال : ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة ، وقال : ما كانت لك من حاجة فائتنا.
ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف ، فقال له : جزاك الله خيراً ، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليّ حتى كلمته فيّ.
فقال عثمان بن حنيف : والله ما كلمته ، ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل ضرير فشكا اليه ذهاب بصره ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أو تصبر ؟ فقال : يا رسول الله انه ليس لي قائد وقد شق عليَّ.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ، ثم ادع

بهذه الدعوات ! قال عثمان بن حنيف : فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث ، حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر ، قط.

الحفاظ أيضاً صححوا هذه القصة ، كالمنذري في الترغيب والترهيب ( 1 | 476 ) بإقراره للطبراني ، والهيثمي في مجمع الزوائد ( 2 | 279 ) أيضاً ، وقبلهما الإمام الحافظ الطبراني في معجمه الصغير ( 1 | 307 الروض الداني ) وغيرهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء




عدد الرسائل : 24
تاريخ التسجيل : 02/10/2008

حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته   حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 30, 2008 12:27 pm

رابعا القياس :

وهو إلحاق أمر غير منصوص على حكمه , بأمر منصوص على حكمه , لاشتراكهما في علة الحكم .

مثال : قال رسول الله ( لا يبيع الرجل على بيع أخيه , ولا يخطب على خطبة أخيه ) .

والعلة هي الإيذاء فيحرم أيضا استئجار الأخ على استئجار أخيه قياسا على تحريم الخطبة , وقد سوينا بين الواقعين لاشتراكهما بنفس العلة ألا وهي الإيذاء ,

والدليل في جواز التوسل الذي فهمناه من القياس هو القياس على التبرك بآثار النبي المنفصلة عنه في حال حياته وبعد مماته فلقد ثبت في الأحاديث الصحيحة منها حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :

كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَى فِرَاشِهَا وَلَيْسَتْ فِيهِ قَالَ فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَامَ عَلَى فِرَاشِهَا فَأُتِيَتْ فَقِيلَ لَهَا هَذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ فِي بَيْتِكِ عَلَى فِرَاشِكِ قَالَ فَجَاءَتْ وَقَدْ عَرِقَ وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ عَلَى قِطْعَةِ أَدِيمٍ عَلَى الْفِرَاشِ فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَهَا فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذَلِكَ الْعَرَقَ فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا فَفَزِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا تَصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا قَالَ أَصَبْتِ

وثبت في روايات أخرى صحيحة , ففي البخاري :

عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ كَانَتْ تَبْسُطُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِطَعًا فَيَقِيلُ عِنْدَهَا عَلَى ذَلِكَ النِّطَعِ قَالَ فَإِذَا نَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَتْ مِنْ عَرَقِهِ وَشَعَرِهِ فَجَمَعَتْهُ فِي قَارُورَةٍ ثُمَّ جَمَعَتْهُ فِي سُكٍّ قَالَ فَلَمَّا حَضَرَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الْوَفَاةُ أَوْصَى إِلَيَّ أَنْ يُجْعَلَ فِي حَنُوطِهِ مِنْ ذَلِكَ السُّكِّ قَالَ فَجُعِلَ فِي حَنُوطِهِ

ومعنى هذا أن الذي انفصل عن أثر النبي صلى الله عليه وسلم في حال حياته , ثم بقي إلى ما بعد وفاته يأخذ نفس الحكم من حيث السبب ـ أي جعله الله سببا للشفاء أو للتبرك ـ والمسبب هو الله

فإذا كان الأثر الذي انفصل عن النبي صلى الله عليه وسلم في حال حياته أخذ الحكم نفسه بعد وفاته , فمن باب أولى مقام شخص النبي صلى الله عليه وسلم وجاهه عند ربه عز وجل ,

أما من قال التوسل به لا يجوز إلا في حال حياته فكأنما أثبت له النفع والضر والتأثير فلما مات انتهى ذلك بعد موته صلى الله عليه وسلم , وهذا الكلام لا يصح بشكل من الاشكال لانه كان سببا ولم يكن المسبب , لان المسبب والمؤثر هو الله وحده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء




عدد الرسائل : 24
تاريخ التسجيل : 02/10/2008

حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته   حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 30, 2008 12:30 pm

وإليك ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب

مجموع الفتاوي

كَذَلِكَ مِمَّا يُشْرَعُ التَّوَسُّلُ بِهِ فِي الدُّعَاءِ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ أَنَّ { النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَ شَخْصًا أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك وَأَتَوَسَّلُ إلَيْك بِنَبِيِّك مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ يَا مُحَمَّدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي أَتَوَسَّلُ بِك إلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي لِيَقْضِيَهَا اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِي } " فَهَذَا التَّوَسُّلُ بِهِ حَسَنٌ . وَأَمَّا دُعَاؤُهُ وَالِاسْتِغَاثَةُ بِهِ : فَحَرَامٌ , وَالْفَرْقُ بَيْنَ هَذَيْنِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ . الْمُتَوَسِّلُ إنَّمَا يَدْعُو اللَّهَ وَيُخَاطِبُهُ وَيَطْلُبُ مِنْهُ لَا يَدْعُو غَيْرَهُ إلَّا عَلَى سَبِيلِ اسْتِحْضَارِهِ ، لَا عَلَى سَبِيلِ الطَّلَبِ مِنْهُ وَأَمَّا الدَّاعِي وَالْمُسْتَغِيثُ فَهُوَ الَّذِي يَسْأَلُ الْمَدْعُوَّ وَيَطْلُبُ مِنْهُ وَيَسْتَغِيثُهُ وَيَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ وَاَللَّهُ هُوَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَمَالِكُ الْمُلْكِ وَخَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الَّذِي يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إذَا دَعَاهُ وَهُوَ الْقَرِيبُ الَّذِي يُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إذَا دَعَاهُ وَهُوَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا . 1 / 265

1 - قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : [ هذا الدعاء الذي فيه توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ونحوه قد روي أنه دعا به السلف ، ونقل في ذلك آثار عن السلف ، وهو موجود في دعاء كثير من الناس ] التوسل والوسيلة ص 98 .
فهل لنا في سلفنا قدوة .

2 - قال شيخ الإسلام : [ ونقل عن احمد في منسك المروزي التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء ] التوسل والوسيلة ص 65 .

3 - قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : [ فكون بعضٍ يرخص بالتوسل بالصالحين ، وبعضهم يخصه بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه ، فهذه المسألة من مسائل الفقه ، وإن كان الصواب عندنا قول الجمهور من انه مكروه ، فلا ننكر على من فعله ، ولا إنكار في مسائل الإجتهاد ] المرجع : الرسالة الأولى والحادية عشرة من رسائل الشيخ القسم الخامس ص 12 ، ص 64 .

5 - قال الإمام الشوكاني رحمه الله : [ إن التوسل به صلى الله عليه وسلم يكون في حياته وبعد موته ، وفي حضرته وفي مغيبه ، ولا يخفاك انه قد ثبت التوسل به صلى الله عليه وسلم في حياته ، وثبت التوسل بغيره بعد موته بإجماع الصحابة إجماعا سكوتيا لعدم إنكار أحد منهم على عمر رضي الله عنه في التوسل بالعباس رضي الله عنه ....] المرجع : الدر النضيد ص 6 .
يتبع إن شاء الله
أخوك أبو البراء


عدل سابقا من قبل أبو البراء في الثلاثاء ديسمبر 30, 2008 12:45 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء




عدد الرسائل : 24
تاريخ التسجيل : 02/10/2008

حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته   حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 30, 2008 12:44 pm

قال الإمام المرداوي الحنبلي المنقح رحمه الله : [ يجوز التوسل بالرجل الصالح على الصحيح من المذهب ، وقيل : يستحب ] المرجع : الإنصاف 2 / 465 .

الشوكاني والتوسل

رأي العلامة الشوكاني في مسألة التوسل
(
ان التوسل به صلى الله عليه وسلم يكون في حياته وبعد موته ,وفي حضرته ومغيبه, ولا يخفاك انه قد ثبت التوسل به صلى الله عليه وسلم في حياته وثبت التوسل بغيره بعد موته باجماع الصحابه اجماعا سكوتيا لعدم انكار احد منهم على عمر رضي الله عنه في التوسل بالعباس رضي الله عنه .وعندي انه لا وجه لتخصيص جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم كما زعمه الشيخ عز الدين بن عبد السلام لامرين :
الأول :ماعرفناك به من اجماع الصحابه رضي الله عنهم .
الثاني :ان التوسل الى الله بأهل الفضل والعلم ,هو في التحقيق توسل بأعمالهم الصالحه ومزاياهم الفاضله ,اذ لايكون الفاضل فاضلا الابأعماله.
فاذاقال القائل :اللهم اني اتوسل اليك بالعالم الفلاني ,فهو باعتبار ما قام به من العلم .وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما Sadان النبي صلى الله عليه وسلم حكى عن الثلاثه الذين انطبقت عليهم الصخره أن كل واحد منهم توسل الى الله بأعظم عمل عمله فارتفعت الصخره).فلو كان التوسل بالأعمال الفاضله غير جائز او كان شركا كما يزعمه المتشددون في هذاالباب ,كأبن عبد السلام ومن قال بقوله من أتباعه ,لم تحصل الاجابه من الله لهم ,ولا سكت النبي صلى الله عليه وسلم عن انكار مافعلوه بعد حكايته عنهم .
ولهذا تعلم أن ما يورده المانعون من التوسل الى الله بالأنبياء والصلحاء من نحو قوله تعالى Sadمانعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ) الزمر :3
ونحو قوله تعالى Sadفلاتدعوا مع الله أحدا)<الجن :18>ونحو قوله تعالى : :
( له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء)<الرعد:14>ليس بوارد بل هو من الاستدلال على محل النزاع ,بما هو أجنبي عنه فان قوله Sadمانعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى )مصرح بأنهم ,عبدوهم لذلك ,والمتوسل بالعالم مثلا لم يعبده ,بل علم أن له مزية عند الله بحمله العلم فتوسل به لذلك ,وكذلك قوله تعالى Sadفلا تدعوا مع الله أحدا)فانه نهى عن أن يدعي مع الله غيره ,كأن يقول ياألله ويافلان .
والمتوسل بالعالم مثلا لم يدع الا الله ,وانما وقع منه التوسل اليه بعمل صالح عمله بعض عباده كما توسل الثلاثه الذين انطبقت عليهم الصخره بصالح أعمالهم .وكذلك قوله والذين يدعون من دونه )الرعد:14,فان هؤلاء دعوا من لا يستجيب لهم ,ولم يدعوا ربهم الذي يستجيب لهم ,والمتوسل بالعالم مثلا لم يدع الى الله ولم يدع غيره دونه ولا دعا غيره معه .
فاذا عرفت هذا لم يخف عليك دفع ما يورده المانعون للتوسل من الأدله الخارجه عن محل النزاع ,خروجا زائدا على ماذكرناه كاستدلال لهم بقوله تعالى Sadوماأدراك مايوم الدين *ثم ماأدراك مايوم الدين *يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله )الانفطار19 فان هذه الايه الشريفه ليس فبها الا أنه تعالى المنفرد بالأمر في يوم الدين ,وأنه ليس لغيره من الأمر شيء .والمتوسل بنبي من الأنبياء ,أو عالم من العلماء ,هو لا يعتقد أن لمن توسل به مشاركه لله جل جلاله في أمر يوم الدين ,ومن اعتقد هذا لعبد من العباد سواء كان نبيا أو غير نبي فهو في ضلال مبين وهكذا الأستدلال على منع التوسل بقوله تعالى )ليس لك من الأمر شيء ) <ال عمران :128>(قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا ) الـعراف :118 >فان هاتين الأيتين صرحتا بأنه ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أمر الله شيء ,وأنه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فكيف يملك لغيره؟وليس فيهما منع التوسل به أو بغيره من الأنبياء والأولياء أو العلماء ,وقد جعل الله لرسوله صلى الله عليه وسلم المقام المحمود مقام الشفاعه العظمى ,وأرشد الخلق الى أن يسألوه ذلك ,ويطلبوه منه وقال له Sadسل تعط ,واشفع تشفع ) وقيد ذلك في كتابه العزيز ,بأن الشفاعه لا تكون الا بأذنه ,ولا تكون الا لمن ارتضى .ولعله يأتي تحقيق هذا المقام ان شاء الله تعالى
وهكذا الاستدلال على منع التوسل بقوله صلى الله عليه وسلم لما نزل قوله تعالى Sadوأنذر عشيرتك الأقربين )الشعراء 214 يافلان ابن فلان لاأملكلك من الله شيئا يافلانه بنت فلان لاأملك لك من الله شيئا)فان هذا ليس فيه الاالتصريح بأنه صلى الله عليه وسلم لا يستطيع نفع من أراد الله تعالى ضره ,ولا ضر من أراد الله نفعه ,وأنه لا يملك لأحد من قرابته فضلا عن غيرهم شيئا من الله ,وهذا معلوم لكل مسلم ,وليس فيه أنه لا يتوسل به الى الله .فان ذلك هو طلب الأمر ممن له الأمر والنهي ,وانما أراد الطالب أن يقدم بين طلبه مايكون سببا للأجابه ممن هو المنفرد بالعطاء والمنع وهو مالك يوم الدين )ا.ه(كتاب الدر النضيد في ا خلاص كلمة التوحيد) ص148.
ايها الاحبة الفضلاء لنقراء هذا النص بانصاف يا من يكفر المسلمين من علماء ودعاة وعامة قائلين بهذه المسألة الفقهية الخلافية ان صح اعتبار قول المخالف فالمذاهب الاربعة والظاهرية على مشروعيتها فلنتقي الله ولنكف عن تكفير المسلمين لأجل علماء أخطئوا في هذه المسألة وبعضهم من الذين نسب اليهم تحريمها انكر هذه النسبة اليه كالشيخ محمد ابن عبدالوهاب انظر الدرر السنية فلنتفق ولنتحد ونترك التعصب للمشايخ والاراء ونكون يدا واحدة على الاعداء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء




عدد الرسائل : 24
تاريخ التسجيل : 02/10/2008

حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته   حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 30, 2008 12:51 pm



إليك أقوال علماء المذاهب الأربعة

أولاُ : المذهب الحنبلي :
1 - الموفقبن قدامة رحمه الله , قال في المغني :
ثم تأتي القبر فتولى ظهره القبلة وتستقبل وتقول : السلام عليك أيها النبي صلى ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا نبي الله وخيرته من خلقه أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أشهد أنك قد بلغت
إلى قوله :

اللهم إنك قلت وقولك الحق : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد أتيتك مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته اللهم اجعله أول الشافعين وأنجح السائلين وأكرم الآخرين والأولين برحمتك يا أرحم الراحمين ثم يدعوا لوالديه ولإخوانه وللمسلمين أجمعين .اهـ.

2 - الامام الحجاوي , قال فيالاقناع :
ثم يرجع إلى موقفه الاول قبالة وجه النبي (ص) ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه .
3 - قال في كشف القناع :
قَالَ فِي الشَّرْحِ وَشَرْحِ الْمُنْتَهَى : اللَّهُمَّ إنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ { وَلَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا } وَقَدْ أَتَيْتُكَ مُسْتَغْفِرًا مِنْ ذُنُوبِي مُسْتَشْفِعًا بِكَ إلَى رَبِّكَ فَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ أَنْ تُوجِبَ لِي الْمَغْفِرَةَ كَمَا أَوْجَبْتَهَا لِمَنْ آتَاهُ فِي حَيَاتِهِ . اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أَوَّلَ الشَّافِعِينَ ، وَأَنْجَحَ السَّائِلِينَ وَأَكْرَمَ الْأَوَّلِينَ ، وَالْآخِرِينَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ثُمَّ يَدْعُو لِوَالِدَيْهِ وَلِإِخْوَانِهِ وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ .

4 - ابن مفلح , قال في الفروع :
وَيَجُوزُ التَّوَسُّلُ بِصَالِحٍ ، وَقِيلَ : يُسْتَحَبُّ ، قَالَ أَحْمَدُ فِي مَنْسَكِهِ الَّذِي كَتَبَهُ لِلْمَرُّوذِيِّ : إنَّهُ يَتَوَسَّلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دُعَائِهِ ، وَجَزَمَ بِهِ فِي الْمُسْتَوْعِبِ وَغَيْرِهِ ، وَجَعَلَهَا شَيْخُنَا ( هو ابن تيمية شيخ ابن مفلح ) كَمَسْأَلَةِ الْيَمِينِ به .

5 - قال الإمام المرداوي في الإنصاف :
يَجُوزُ التَّوَسُّلُ بِالرَّجُلِ الصَّالِحِ ، عَلَى الصَّحِيحِ مِنْ الْمَذْهَبِ ، وَقِيلَ : يُسْتَحَبُّ .
قَالَ ( أي الإمام أحمد ) : وَالتَّوَسُّلُ بِالْإِيمَانِ بِهِ وَطَاعَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ ، وَالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ ، وَنَحْوِهِ مِمَّا هُوَ مِنْ فِعْلِهِ وَأَفْعَالِ الْعِبَادِ الْمَأْمُورِ بِهَا فِي حَقِّهِ مَشْرُوعٌ ( عِ ) وَهُوَ مِنْ الْوَسِيلَةِ الْمَأْمُورِ بِهَا فِي قَوْله تَعَالَى { اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } قَالَ إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ : الدُّعَاءُ عِنْدَ قَبْرٍ مَعْرُوفٍ التِّرْيَاقُ الْمُجَرَّبُ .

قلت : المقصود من قوله ( وبدعائه ) أي بالكلام معه . وهذا كله من أقوال العلماء إنما هو في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لا في حياته إذ أنهم يقررون قواعد الفقه للأمة لتسير عليها بعد وفاة المشرع كما هو سائر مسائل الفقه

قال ابن مفلح : وَقَالَ شَيْخُنَا ( يعني ابن تيمية ): قَصْدُهُ لِلدُّعَاءِ عِنْدَهُ رَجَاءَ الْإِجَابَةِ بِدْعَةٌ لَا قُرْبَةٌ بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ ، وَقَالَ أَيْضًا : يَحْرُمُ بِلَا نِزَاعٍ بَيْنَ الْأَئِمَّةِ .

ملحوظة : أثناء بحثي لم تظهر لي تعليل النهي عن أفعال العوام بأنها من الشرك إلا على لسان ابن تيمية .وسوف ترى في النقول الآتية عن أئمة الإسلام أنهم نهوا عن أفعال العوام لأنها تخالف الأدب الواجب معه صلى الله عليه وسلم . وكما نرى أن أقوال أهل العلم متفقة على التوسل بلا خلاف ولا شذوذ إلا من ابن تيمية . فـ( شيخنا ) في كلام ابن مفلح المقصود به ابن تيمية

وقال ابن مفلح حكاية عن أحد علماء المذهب هو ابن عقيل :
وَأَكْثَرَ الْمَشْيَ فِيهِ (فِي الْحَرَمِ) وَالصَّلَاةَ ، لِيُصَادِفَ بُقْعَةً فِيهَا أَثَرَ الصَّالِحِينَ ، .. وَتَوَسَّلَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ َلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّعَاءِ

6 - أبو الفرج عبدالرحمن ابن الجوزي ( لم تطبع له مؤلفات فقهية حسب علمي لكنه قال في التبصرة 2/246 :
وإذا وصل الحاج إلى المدينة المشرفة فيجعل على فكره تعظيم من يقصده وليتخايل في مساجدها وطرقاتها نقل أقدام المصطفى هناك وأصحابه وليتأدب في الوقوف وليستشفع بالحبيب وليأسف إذ لم يحظ برؤيته ولم يكن في صحابته .

وقال رحمه الله في التبصرة 1/95 متوسلا في غفران الذنوب :

اللهم إنا نتوسل إليك بالخليل في منزلته والحبيب في رتبته وكل مخلص في طاعته أن تغفر لكل منا زلته يا كريم برحمتك يا أرحم الراحمين .

وساق في بستان الواعظين 278 شعرا حسناً في التوسل :

صلوا على القمر المنير إذا بدا***في موكب من حسنه وجماله

لم يخلق الرحمن خلقا مثله *** في فضله وبهائه وكماله

إلى أن قال
إن الصلاة على النبي سلامة *** وتفضل وتوسل بجماله

وتودد وتحنن وتشوق *** وتوسل وتقرب لنواله

يتبع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء




عدد الرسائل : 24
تاريخ التسجيل : 02/10/2008

حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته   حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 30, 2008 1:03 pm

ثانياً : المذهب الشافعي :
1 - الإمام النووي , قال في المجموع شرح المهذب :
ثم يأتي القبر الكريم فيستدبر القبلة .. غاض الطرف في مقام الهيبة والاجلال فارغ القلب من علائق الدنيا مستحضرا في قلبه جلالة موقفه ومنزلة من هو بحضرته ثم يسلم ولا يرفع صوته بل يقصد فيقول السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا خيرة الله السلام عليك يا حبيب الله السلام عيك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين ...وذكر السلام على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما , ثم قال :
ثم يرجع إلى موقفه الاول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى ومن أحسن ما يقول ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب وسائر أصحابنا عن العتبي .. وساق حديث الأعرابي
ثم قال :
(
فرع) لا يجوز أن يطاف بقبره صلى الله عليه وسلم ويكره الصاق الظهر والبطن بجدار القبر قاله أبو عبيد الله الحليمي وغيره قالوا ويكره مسحه باليد وتقبيله بل الادب أن يبعد منه كما يبعد منه لو حضره في حياته صلى الله عليه وسلم هذا هو الصواب الذي قاله العلماء وأطبقوا عليه ولا يغتر بمخالفة كثيرين من العوام وفعلهم ذلك فان الاقتداء والعمل انما يكون بالاحاديث الصحيحة وأقوال العلماء ولا يلتفت إلى محدثات العوام وغيرهم وجهالاتهم وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد) .
وقال النووي في كتاب الأذكار في الدعوات التي يستحب أن يدعو بها في المزدلفة والمشعر الحرام :
اللهم إني أستشفع إليك بخواص عبادك ، وأتوسل بك إليك ، أسألك أن ترزقني جوامع الخير كله ، وأن تمن علي بما مننت به على أوليائك ، وأن تصلح حالي في الآخرة والدنيا يا أرحم الراحمين . وقال في آداب زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذكارها : فيتوسل به في حق نفسه ، ويتشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى ، ويدعو لنفسه ولوالديه وأصحابه وأحبابه ومن أحسن إليه وسائر المسلمين ، وأن يجتهد في إكثار الدعاء ، ويغتنم هذا الموقف الشريف ويحمد الله تعالى ويسبحه ويكبره ويهلله ، ويصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكثر من كل ذلك

2 - وقال لحافظابن حجر في الفتح 11 /441 ما يحسم الخلاف في هذه المسألة : قال:

وفيه ( أي حديث الشفاعة الطويل ) ان الناس يوم القيامة يستصحبون حالهم في الدنيا من التوسل إلى الله تعالى في حوائجهم بانبيائهم والباعث على ذلك الالهام .

3 - الإمام أبو بكر الآجُرّي صاحب التصانيف وصاحب كتاب الشريعة , عقد باباً في كتابه تحت عنوان : ذكر الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحمة الله تعالى عليهم أجمعين ,وفيه :

قال محمد بن الحسين ( أي الآجري ) رحمه الله : ينبغي لمن تدبر ما رسمناه من فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضائل أهل بيته رضي الله عنهم أجمعين أن يحبهم ويترحم عليهم ويستغفر لهم ، ويتوسل إلى الله الكريم بهم ويشكر الله العظيم إذ وفقه لهذا .

4 - حاشية الجمل على المنهج لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري :
وأما إرسال السلام إليه {صلى الله عليه وسلم} فالقصد منه الاستمداد منه وعود البركة على المسلم .
قوله ويستشفع به إلى ربه : من أحسن ما يقول ما حكاه أصحابنا عن العتبي مستحسنين له ..الخ .

5 - قال الشهاب الرملي الملقب بالشافعي الصغير في شرحه على زبد الفقه لابن رسلان :
ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه جل وعلا ثم يستقبل القبلة ويدعو لنفسه ومن شاء من المسلمين (ص 349 )

وقال في نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج :
ونتوسل إلى الله تعالى بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبسائر أنبيائه ورسله وملائكته وأخصائه أن يديم لنا رضاه ، وأن يصلح منا ما أفسدناه ، وأن يمن علينا بقربه ، وأن يتحفنا بحقائق حبه ، وأن لا يجعل أعمالنا حسرة علينا وندامة، وأن يجعلنا مع ساداتنا في أعلى فراديس الكرامة ، وأن يعيننا على إتمام بقية شرح الكتاب كما أعاننا على ابتدائه ، فإنه مجيب الدعاء ، لا يرد من قصده واعتمد عليه ، ولا من عول في جميع أموره عليه

6 - وقال في إعانة الطالبين المقدمة :
بعد تمام القراءة طلب مني جملة من الاصدقاء والخلان، أصلح الله لي ولهم الحال والشان، تجريد تلك الهوامش وجمعها، فامتنعت من ذلك لعلمي بأني لست ممن يرقى تلك المسالك، واعترافي بقلة بضاعتي، وإقراري بعدم أهليتي.
فلما كرروا علي الطلب، توسلت بسيد العجم والعرب، فجاءت البشارة بالاشارة، وشرعت في التجريد والجمع مستعينا بالملك الوهاب وملتمسا منه التوفيق وللصواب، رجاء أن يكون تذكرة لي وللاحباب.
وأن ينفعني به والاصحاب، فالله هو المرجو لتحقيق رجاء الراجين وإنجاح حاجات المحتاجين.وسميته: إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين.

وقال في ختام الجزء الثاني من كتابه :
وأرجو - من الكريم الوهاب، متوسلا بسيدنا محمد: سيد الاحباب - أن يعين على التمام والكمال

ثم فال في الختام :
وأتضرع إلى الله سبحانه وتعالى وأسأله من فضله العميم، متوسلا بنبيه الكريم، أن ينفع بها كما نفع بأصلها الخاص والعام ..

قلت : ومثل هذا التوسل كثير مستفيض في كتب كل علماء أمة الإسلام .
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء




عدد الرسائل : 24
تاريخ التسجيل : 02/10/2008

حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته   حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 30, 2008 1:18 pm

المذهب الحنفي

1 - ابن الهمام قال في فتح القدير :
وَعَلَى مَا ذَكَرْنَا يَكُونُ الْوَاقِفُ مُسْتَقْبِلًا وَجْهَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَبَصَرَهُ فَيَكُونُ أَوْلَى ، ثُمَّ يَقُولُ فِي مَوْقِفِهِ : السَّلَامُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْك يَا خَيْرَ خَلْقِ اللَّهِ ..اللَّهُمَّ أَعْطِ سَيِّدَنَا عَبْدَك وَرَسُولَك مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ ..
وَيَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى حَاجَتَهُ مُتَوَسِّلًا إلَى اللَّهِ بِحَضْرَةِ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ . وَأَعْظَمُ الْمَسَائِلِ وَأَهَمُّهَا سُؤَالُ حُسْنِ الْخَاتِمَةِ وَالرِّضْوَانِ وَالْمَغْفِرَةِ ، ثُمَّ يَسْأَلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّفَاعَةَ فَيَقُولُ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْأَلُك الشَّفَاعَةَ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْأَلُك الشَّفَاعَةَ وَأَتَوَسَّلُ بِك إلَى اللَّهِ فِي أَنْ أَمُوتَ مُسْلِمًا عَلَى مِلَّتِك وَسُنَّتِك ، وَيَذْكُرُ كُلَّ مَا كَانَ مِنْ قَبِيلِ الِاسْتِعْطَافِ وَالرِّفْقِ بِهِ ، وَيَجْتَنِبُ الْأَلْفَاظَ الدَّالَّةَ عَلَى الْإِدْلَالِ وَالْقُرْبِ مِنْ الْمُخَاطَب فَإِنَّهُ سُوءُ أَدَبٍ .
وَعَنْ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ : سَمِعْت بَعْضَ مَنْ أَدْرَكْت يَقُولُ : بَلَغَنَا أَنَّهُ مَنْ وَقَفَ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ { إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ } الْآيَةَ ، ثُمَّ قَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مُحَمَّدُ سَبْعِينَ مَرَّةً ، نَادَاهُ مَلَكٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْك يَا فُلَانُ وَلَمْ تَسْقُطْ لَهُ حَاجَةٌ . هَذَا وَلْيُبَلِّغْ سَلَامَ مَنْ أَوْصَاهُ بِتَبْلِيغِ سَلَامِهِ فَيَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ أَوْ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ يُسَلِّمُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ .يُرْوَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ كَانَ يُوصِي بِذَلِكَ وَيُرْسِلُ الْبَرِيدَ مِنْ الشَّامِ إلَى الْمَدِينَةِ الشَّرِيفَةِ بِذَلِكَ .
ثُمَّ يَرْجِعُ إلَى حِيَالِ وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ وَيُصَلِّي وَيُسَلِّمُ عَلَى نَبِيِّهِ وَيَدْعُو وَيَسْتَشْفِعُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَلِمَنْ أَحَبَّ ، وَيَخْتِمُ دُعَاءَهُ بِآمِينَ وَالصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمِ .
2 - ابن عابدين , قال في حاشية رد المحتار على الدر المختار 1/84 : يقول أسير الذنوب جامع هذه الاوراق راجيا من مولاه الكريم، متوسلا بنبيه العظيم وبكل ذي جاه عنده تعالى أن يمن عليه كرما وفضلا بقبول هذا السعي والنفع له للعباد، في عامة البلاد، وبلوغ المرام، بحسن الختام، والاختتام، آمين.
وقال في المقدمة :
في معانيها جمعت بتوفيق الاله مسائلا رقاق الحواشي مثل دمع المتيم وما ضر شمسا أشرقت في علوها جحود حسود وهو عن نورها عمي وإني أسأله تعالى متوسلا إليه بنبيه المكرم (ص) وبأهل طاعته من كل ذي مقام علي معظم،
وبقدوتنا الامام الاعظم، أن يسهل علي ذلك من إنعامه، ويعينني على إكماله وإتمامه، وأن يعفو عن زللي، ويتقبل مني عملي، ويجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم، موجبا للفوز لديه في جنات النعيم

3 - وقال في حاشيته على البحر الرائق شرح كنز الدقائق :
فيقول محمد أمين المكنى بابن عابدين غفر الله تعالى ذنوبه وملأ من زلال العفو ذنوبه . آمين هذه حواش جعلتها سلكا لدرر البحر الرائق شرح كنز الدقائق فبدت عقود الجيد لمن هو إلى جيد معانيه مسارع ومسابق .. إلى أن قال : وأسأله سبحانه وتعالى متوسلا إليه بمن صلاته عليه تتوالى أن يلهمني الصواب وأن يسلك بي سبيل السداد وأن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم موجبا للفوز العظيم
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء




عدد الرسائل : 24
تاريخ التسجيل : 02/10/2008

حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته   حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 30, 2008 1:24 pm

4 - مجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر :
ثُمَّ يَنْهَضُ فَيَتَوَجَّهُ إلَى الْقَبْرِ الشَّرِيفِ فَيَقِفُ عِنْدَ رَأْسِهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ وَيَدْنُو مِنْهُ قَدْرَ ثَلَاثَةِ أَذْرُعٍ ، أَوْ أَرْبَعَةٍ وَلَا يَدْنُو مِنْهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا يَضَعُ يَدَهُ عَلَى جِدَارِ التُّرْبَةِ الشَّرِيفَةِ فَهُوَ أَهْيَبُ وَأَعْظَمُ لِلْحُرْمَةِ , وَيَقِفُ كَمَا يَقِفُ فِي الصَّلَاةِ وَيَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ .. ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى حَاجَتَهُ ، وَأَعْظَمُ الْحَاجَاتِ سُؤَالُ حُسْنِ الْخَاتِمَةِ وَطَلَبُ الْمَغْفِرَةِ وَيَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْأَلُكَ الشَّفَاعَةَ الْكُبْرَى وَأَتَوَسَّلُ بِكَ إلَى اللَّهِ تَعَالَى ِي أَنْ أَمُوتَ مُسْلِمًا عَلَى مِلَّتِكَ وَسُنَّتِكَ وَأَنْ أُحْشَرَ فِي زُمْرَةِ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ .. ثُمَّ يَرْجِعُ إلَى حِيَالِهِ وَجْهَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَيَحْمَدُ اللَّهَ تَعَالَى وَيُثْنِي عَلَيْهِ وَيُصَلِّي عَلَى نَبِيِّهِ بِأَفْضَلِ مَا يُمْكِنُ وَيَدْعُو لِنَفْسِهِ وَيَسْتَشْفِعُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَلِجَمِيعِ أَهْلِ الْإِيمَانِ ، ثُمَّ يَفْعَلُ مَا شَاءَ مِمَّا تَيَسَّرَ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ.. وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَخْرُجَ إلَى الْبَقِيعِ وَيَزُورَ الْقُبُورَ الَّتِي يُتَبَرَّكُ بِهَا كَقَبْرِ عُثْمَانَ وَعَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا وَقُبُورِ صَاحِبِ الْأَصْحَابِ الْأَبْرَارِ وَالْآلِ الْأَخْيَارِ رِضْوَانُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .
5 - مراقي الفلاح :
ثم انهض متوجها إلى القبر الشريف فتقف بمقدار أربعة أذرع بعيدا عن المقصورة الشريفة بغاية الأدب مستدبرا القبلة محاذيا لرأس النبي صلى الله عليه و سلم ووجهه الأكرم ملاحظا نظره السعيد إليك وسماعه كلامك ورده عليك سلامك وتأمينه على دعائك وتقول :
السلام عليك يا سيدي يا رسول الله السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا نبي الرحمة السلام عليك يا شفيع الأمة ...إلى قوله : يا رسول الله نحن وفدك وزوار حرمك تشرفنا بالحلول بين يديك وقد جئناك من بلاد شاسعة وأمكنة بعيدة نقطع السهل والوعر بقصد زيارتك لنفوز بشفاعتك والنظر إلى مآثرك ومعاهدك والقيام بقضاء بعض حقك والاستشفاع بك إلى ربنا فإن الخطايا قد قصمت ظهورنا والأوزار قد أثقلت كواهلنا وأنت الشافع المشفع الموعود بالشفاعة العظمى والمقام المحمود والوسيلة وقد قال الله تعالى { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئناك ظالمين لأنفسنامستغفرين لذنوبنا فاشفع لنا إلى ربك واسأله أن يميتنا على سننك وأن يحشرنا في زمرتك وأن يوردنا حوضك وأن يسقينا بكأسك غير خزايا ولا ندامى الشفاعة الشفاعة الشفاعة يا رسول الله - يقولها ثلاثا - ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . وتبلغه سلام من أوصاك به فتقول : السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان يتشفع بك إلى ربك فاشفع له وللمسلمين ثم تصلي عليه وتدعو بما شئت عند وجهه الكريم مستدبرا القبلة ثم يدعو لنفسه ولوالديه ولمن أوصاه بالدعاء ولجميع المسلمين
ثم يقف عند رأس النبي صلى الله عليه و سلم كالأول ويقول : اللهم إنك قلت وقولك الحق { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك مستشفعين بنبيك إليك .
6 - الشيخ أبو الثناء الآلوسي المفسر صاحب روح المعاني قال في تفسيره 6/28 :

إن التوسل بجاه غير النبى صلى الله عليه و سلم لابأس به أيضا إن كان المتوسل بجاهه مما علم أن له جاها عند الله تعالى كالمقطوع بصلاحه وولايته . اهـ.
وقال 30/24 : ولذا قيل وليس بحديث كما توهم ( اذا تحيرتم في الأمور فاستعينوا من أصحاب القبور ) أي أصحاب النفوس الفاضلة المتوفين ولا شك في أنه يحصل لزائرهم مدد روحاني ببركتهم وكثيرا ما تنحل عقد الأمور بأنامل التوسل إلى الله تعالى بحرمتهم . اهـ .
يتبع المذهب المالكي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء




عدد الرسائل : 24
تاريخ التسجيل : 02/10/2008

حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته   حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 30, 2008 1:32 pm

رابعاً : المذهب المالكي :
وهذه هي معالم مذهب الامام مالك في مسألة التوسل :

1- حاشية الصاوي على الشرح الصغير :

قال العلامة الصاوي :
قَالَ الْعَلَّامَةُ السَّمْهُودِيُّ فِي كِتَابِهِ الْمُؤَلَّفُ فِي زِيَارَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمِنْ خَصَائِصِهَا - أَيْ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ - وُجُوبُ زِيَارَتِهَا كَمَا فِي حَدِيثِ الطَّبَرَانِيُّ ، وَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ زِيَارَتُهَا ، فَالرِّحْلَةُ إلَيْهَا مَأْمُورٌ بِهَا وَاجِبَةٌ أَيْ مُتَأَكِّدَةٌ عَلَى الْمُسْلِمِ الْمُسْتَطِيعِ لَهُ سَبِيلًا .

وقال العلامة الصاوي :
وَالْأَفْضَلُ فِي الزِّيَارَةِ الْقُرْبُ مِنْ الْقَبْرِ الشَّرِيفِ ، بِحَيْثُ يَكُونُ النَّبِيُّ يَسْمَعُ قَوْلَهُ عَلَى حَسَبِ الْعَادَةِ ، وَيَلْزَمُ فِي تِلْكَ الْحَضْرَةِ الْأَدَبُ الظَّاهِرِيُّ وَالْبَاطِنِيُّ لِيَظْفَرَ بِالْمُنَى .. وَحِين يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ الشَّرِيفَ يَأْتِي الرَّوْضَةَ فَيُصَلِّي بِهَا رَكْعَتَيْنِ تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ ، ثُمَّ يَأْتِي قُبَالَةَ الْقَبْرِ الشَّرِيفِ وَيَقُولُ : " السَّلَامُ عَلَيْك يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ..ثُمَّ يَتَوَسَّلُ بِهِ فِي جَمِيعِ مَطْلُوبَاتِهِ .

وقال في موضع آخر :
وَمَنْ أَسْرَفَ بِالذَّنْبِ مَعَ الْإِيمَانِ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَلَا يُؤَبَّدُ ، نَعُوذُ بِاَللَّهِ وَنَتَوَسَّلُ بِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِيرَنَا مِنْ النَّارِ .

2 - قال في مواهب الجليل شرح مختصر خليل :
وَأَمَّا التَّعْظِيمُ بِغَيْرِ الْحَلِفِ فَلَيْسَ بِمَحْذُورٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَمْنَعْنَا أَنْ نُعَظِّمَ بَعْضَ عِبَادِهِ بَلْ أَمَرَنَا بِذَلِكَ وَأَوْجَبَهُ عَلَيْنَا فِي حَقِّ رُسُلِهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَأَصْحَابِ نَبِيِّهِ وَأَوْلِيَائِهِ ، وَقَدْ وَرَدَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ فِي فَضْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ إذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَسْقِينَا وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا قَالَ فَيُسْقَوْنَ ، انْتَهَى .
وَفِعْلُ سَيِّدِنَا عُمَرَ لِذَلِكَ إنَّمَا كَانَ بِمَحْضَرِ الصَّحَابَةِ وَلَمْ يُنْكِرْهُ أَحَدٌ فَدَلَّ عَلَى جَوَازِهِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .

قلت : جعل المؤلف الاستسقاء بالعباس تعظيماً له ولم يستعظم ذلك معتبراً إياه من الشرك بالله والردة عن الاسلام فتأمل .

وَقَالَ : الْبُرْزُلِيُّ : هَلْ يُقْسَمُ عَلَى اللَّهِ فِي دُعَائِهِ بِمُعَظَّمٍ مِنْ خَلْقِهِ كَالنَّبِيِّ وَالْوَلِيِّ وَالْمَلِكِ أَوْ يُكْرَهُ ؟

فَأَجَابَ جَاءَ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَّمَ النَّاسَ الدُّعَاءَ فَقَالَ اللَّهُمَّ إنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، فَإِنْ صَحَّ هَذَا فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مَقْصُورًا عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ لِأَنَّهُ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ، وَلَا يُقْسَمُ عَلَى اللَّهِ بِغَيْرِهِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ فَإِنَّهُمْ لَيْسُوا فِي دَرَجَتِهِ ، وَيَكُونُ مِنْ خَصَائِصِهِ تَنْبِيهًا عَلَى دَرَجَتِهِ وَارْتِفَاعِ رُتْبَتِهِ ( قُلْت )
وَكَانَ شَيْخُنَا الْفَقِيهُ يَخْتَارُ الْجَوَازَ وَيَحْتَجُّ بِسُؤَالِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي خُطْبَةِ الِاسْتِسْقَاءِ بِقَوْلِهِ : اللَّهُمَّ إنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّكَ الْعَبَّاسِ حِينَ أَخْرَجَهُ لِلِاسْتِسْقَاءِ وَكَانَ يَتَقَدَّمُ لَنَا لَعَلَّهُ مِنْ بَرَكَتِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ سَبَبِهِ وَبِإِضَافَتِهِ إلَيْهِ ، فَلَا يَكُونُ فِيهِ دَلِيلٌ.انْتَهَى .
( قُلْت ) وَهَذَا كُلُّهُ تَوَسُّلٌ وَهُوَ غَيْرُ الْقَسَمِ , وَالْقَسَمُ أَنْ يَقُولَ : أَقْسَمْت عَلَيْك بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أُقْسِمُ عَلَيْكَ بِهِ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرَهُ أَمَّا التَّوَسُّلُ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ جَائِزٌ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .

3 - حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب :
[ قَوْلُهُ : بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي حَالِ كَوْنِنَا مُتَوَسِّلِينَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ .

4 - قال الإمام القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وددت أنا لو رأينا إخواننا...) (4).
الحديث.
فجعلنا إخوانه، إن اتقينا الله واقتفينا آثاره حشرنا الله في زمرته ولا حاد بنا عن طريقته وملته بحق (1) محمد وآله.
_______________________
(1) قال المحقق : وفي نسخة : بجاه محمد وآله .
5 - ابن جزي الكلبي المالكي , قال في ( القوانين الفقهية) :
ينبغي لمن حج أن يقصد المدينة فيدخل مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فيصلي فيه ويسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى ضجيعيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ويتشفع به إلى الله ويصلي بين القبر والمنبر ويودع النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج من المدينة .

6 - الامام أبو عبد الله بن الحاج المالكي رحمه الله تعالى , ( وهو رحمه الله من أغزر علماء المالكية إفاضة في الدفاع عن التوسل بسيد الخلق ) قال في المدخل :
وَلَا يَعْتَرِضُ عَلَى مَا ذُكِرَ مِنْ أَنَّ مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فَلْيَذْهَبْ إلَيْهِمْ وَلْيَتَوَسَّلْ بِهِمْ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : { لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا لِثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى } ! وَقَدْ قَالَ الْإِمَامُ الْجَلِيلُ أَبُو حَامِدٍ الْغَزَالِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِ آدَابِ السَّفَرِ مِنْ كِتَابِ الْإِحْيَاءِ لَهُ مَا هَذَا نَصُّهُ :
الْقِسْمُ الثَّانِي : وَهُوَ أَنْ يُسَافِرَ لِأَجْلِ الْعِبَادَةِ إمَّا لِجِهَادٍ ، أَوْ حَجٍّ إلَى أَنْ قَالَ : وَيَدْخُلُ فِي جُمْلَتِهِ زِيَارَةُ قُبُورِ الْأَنْبِيَاءِ وَقُبُورِ الصَّحَابَةِ ، وَالتَّابِعِينَ وَسَائِرِ الْعُلَمَاءِ ، وَالْأَوْلِيَاءِ ، وَكُلُّ مَنْ يُتَبَرَّكُ بِمُشَاهَدَتِهِ فِي حَيَاتِهِ يُتَبَرَّكُ بِزِيَارَتِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ وَيَجُوزُ شَدُّ الرِّحَالِ لِهَذَا الْغَرَضِ ، وَلَا يَمْنَعُ مِنْ هَذَا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا لِثَلَاثِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى } لِأَنَّ ذَلِكَ فِي الْمَسَاجِدِ ؛ لِأَنَّهَا مُتَمَاثِلَةٌ بَعْدَ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ ، وَإِلَّا فَلَا فَرْقَ بَيْنَ زِيَارَةِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْأَوْلِيَاءِ ، وَالْعُلَمَاءِ فِي أَصْلِ الْفَضْلِ ، وَإِنْ كَانَ يَتَفَاوَتُ فِي الدَّرَجَاتِ تَفَاوُتًا عَظِيمًا بِحَسَبِ اخْتِلَافِ دَرَجَاتِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء




عدد الرسائل : 24
تاريخ التسجيل : 02/10/2008

حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته   حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 30, 2008 1:51 pm

هذا ما جمعته بفضل الله تعالى وأظن أنك لو أبصرت بالأدلة جيدا لظهر لك قوة مذهب من قال بجوازه وهو أرجح من مذهب من قال بتحريمه إذ إن ما ذكره المانعون لا يوجد فيه دليل صريح واضح بالتحريم , وجل ما ذكروه من الأدلة من الآيات إنما نزلت في المشركين ولا يستدل بها على أهل السنة الذين قالوا بالجواز , ومن كلام الشوكاني يتضح لك ما قلت لك الآن .
وبالمحصلة المسألة كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب خلافية لا إنكار فيها على من أجاز التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم , وينبغي بطالب العلم البحث في مسائل العلم لا أن يحكم لمجرد أن فلانا من الناس قال كذا , مقلدا إياه دون بصيرة ودون علم .
والله أعلم , والله يهدي إلى سواء السبيل .
والسلام عليكم
أخوكم أبو البراء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت حواء
عضو فعال
عضو فعال
بنت حواء


عدد الرسائل : 164
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 21/10/2008

حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته   حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته I_icon_minitimeالسبت يناير 10, 2009 10:09 am

جزاك الله كل خير يا أخي على الموضوع الله يعطيك العافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أ خلا ق النبي صلى الله عليه وسلم
» 2/ اخلا ق النبي صلى الله عليه وسلم
» 3/ أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
» مزاح النبي صلى الله عليه وسلم
» شفاعات النبي – صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المــــــــــــــــــــــــــــــــلــــتقى :: المنتدى العا م :: اسلا ميا ت :: في الروضة المحمد ية-
انتقل الى: