أما بالنسبة للإشارة العلمية الثانية والتي وردت في الآية الثانية من سورة الزلزلة فهي تفيد أن مكونات الأرض في جوفها أثقل من مكوناتها عند سطحهاوالسؤال هوما نصيب هذه المعلومة
من الصحة ومتى وكيف أمكن للعالم أن يعرفها ؟ أما أن هذه المعلومة صحيحة فهذا أمر مؤكد لا يختلف عليه
اثنان من علماء الأرض الآن بل إنه أمكن تحديد كثافة تلك المكونات فمتوسط الثقل النوعي لمواد الأرض
السطحية هو حوالي ٢٥ وتزيد هذه القيمة تدريجيا لتصل إلي حوالي ٣٥ في الوشاح على عمق يبدأ من
حوالي ٦٠ كم إلى حوالي ٢٩٠٠ كم ثم يصل الثقل النوعي إلى حوالي ١٢ في لب الأرض الذي يمتد لمسافة
٣٠٠٠ كم أخرى حتى مركز الأرضأما متى عرف العلماء هذه الحقائق ؟ فالمعلومات كلها تؤكد أن ذلك تم كله في القرن الحالي بعد أن أمكن
قياس سرعة انتقال الموجات الزلزالية في جوف الأرض وتحديد النطاقات التي تتغير عندها هذه السرعات
،
ثم تحديد تركيب هذه النطاقات من المضاهاة التجريبية لسرعة انتقال أنواع الموجات في المواد المختلفة، كما
ساعدت دراسة النيازك الحديدية التي تتساقط على الأرض والتي يعتقد أنها مماثلة لمكونات الأرض الداخلية
أيضا في الوصول إلي تصور عن التركيب الداخلي للأرض والصور التي يمكن أن تتواجد عليها المادة هناك
كما أمكن الاستفادة أيضا من قوانين الجاذبية في حساب متوسط كثافة الأرض حوالي ٥سم والذي أعطى
مصداقية لكل هذه التقديراتوالآن نعود فنسأل لو لم يكن وحيا فكيف كان لمحمد أن يعرف هذا التدرج في ارتفاع كثافة مكونات
الأرض وأنه عندما تحدث الزلزلة الكبرى ستلقي الأرض بأثقالها مما هو في أعماق أعماقها، ثم نوجه الانتباه
إلي هذا التوافق الرائع مع ما ذكره الحق في موضع آخر من كتابه الكريم ]الله الذي جعل لكم الأرض قرارا سورة غافر ٦٤ فقد جعلها بهذا التوزيع الداخلي للأثقال والجاذبية ملائمة تماما للحياة والاستقرار عليها سواء
من البشر أو الحيوان أو النبات، فإذا أراد الله أن ينهي هذه الحياة بكافة صورها فما على الأرض إلا أن
صفحة ٣ من ٤ الزلزال والبراكين رؤية إيمانية
تتخلى عن مسئوليتها وتلقي ما بداخلها تصديقا لقوله تعالي وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت سورة
٤وبهذا تنتهي الحياة على الأرض الزلزال الأعظم يحدث فتتشقق الأرض ويندفع ما بداخلها الانشقاق ٣
وتلقي بأثقالها فتميد وتضرب لمن الملك اليوم لله الواحد القهار