مذكرات حاج صغير
اليوم 11 ذو الحجة
ونحن ما زلنا في منى وسنبقى هنا ثلاثة أيام لنرمى الجمرات ، وتسمى هذه الأيام أيام التشريق الثلاث ، لقد كنا نذهب في كل يوم من هذه الأيام إلى مكان الجمرات وهى " ا لجمرة الصغرى " و" الجمرة الوسطي " و" جمرة العقبة الكبرى " ، ونرمى في كل جمرة 7 حصوات من التي جمعناها في مزدلفة ، وهذه الجمرات عبارة عن مكان يرمز للشيطان ، ويذكرنا بقصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل عندما أراد الشيطان أن يوسوس لهذه العائلة ويمنعهم من الاستجابة لأمر الله
عز وجل
بذبح إسماعيل
عليه السلام.
مذكرات حاج صغير
اليوم 12 ذو الحجة
وهو اليوم الثالث لنا في منى ، وفى هذا اليوم قمنا أيضا برمي 21 حصاة في أماكن الجمرات الثلاث أي 7 حصوات في كل جمرة ، أما باقي اليوم فقد قضيته في التعرف على الكثير من المسلمين من أماكن وبلدان مختلفة من العالم ، جاءوا أيضاً لأداء فريضة الحج ، وقد استفدت كثيرا من التعرف عليهم ، وعرفت الكثير من عادات البلاد وطرق العيش فيها , وأحسست أن جميع المسلمين أخوة وأحسست بمشاعر الحب تجاه كل المسلمين في كل مكان من العالم وأدركت في هذه الأيام التي قضيتها في منى المعنى العميق لقول الله
عز وجل
"إنما المؤمنون إخوة "
مذكرات حاج صغير
يوم 13 ذو الحجة
وهو اليوم الرابع والأخير لنا في منى . . بانتهاء رمى الجمرات لهذا اليوم نكون قد أتممنا جميع أعمال الحج والآن سنغادر منى ونعود مرة أخرى إلى مكة الحبيبة .. لقد وصلنا إلى مكة لنطوف طواف الوداع ونودع بيت الله الحرام ، وندعو الله
عز وجل
أن يعيدنا إليه مرة أخرى وبعد الطواف نشرب من ماء زمزم الذي جعل الله الدعاء عند شربه مستجاباً ، لقد دعوت لأبى وأمي وجميع المسلمين ، ودعوت الله أن يتقبل منى ويرحمني
مذكرات حاج صغير
]وبعد أن أنهينا مناسك الحج وطفنا طواف الوداع
وودعنا هذا البلد الطيب ، سنذهب اليوم لزيارة مسجد الرسول الحبيب
]صلى الله عليه وسلم
في المدينة المنورة ، لقد استغرق الطريق ساعات طويلة ، وعندما وصلنا إلى مشارف المدينة رأينا المسجد النبوي الشريف يتلألأ من بعيد كالقمر في السماء ، لقد كان منظره بديعاً ، وعندما دخلنا إليه بدأنا بصلاة تحية المسجد في الروضة الشريفة ، وهى مكان داخل المسجد به قبر الرسول
صلى الله عليه وسلم
وأبو بكر وعمر ، وقد قال عنها رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أنها روضة من رياض الجنة ، لقد أحسست بمشاعر جميلة في هذا المكان لم أشعر بها من قبل
مذكرات حاج صغير
]بقينا في المدينة المنورة عدة أيام
، وفى هذه الأيام كنا نصلى في المسجد النبوي كل يوم ، ونزور الروضة الشريفة وندعو الله
عز وجل
فيها لأن الدعاء فيها مستجاباً ، بالإضافة إلى ذلك كنا نتجول في المدينة ، ونزور معالمها الإسلامية الرائعة التي تذكرنا في كل كان فيها بالرسول الحبيب
صلى الله عليه وسلم
وصحابته الكرام ، فقد قمنا بزيارة لبقيع هو المكان الذي دفن فيه معظم الصحابة ، وكذلك جبل أحد الذي وقعت عنده غزوة أحد ، وزرنا أيضاً مسجد قباء ، وهو أول مسجد بنى في الإسلام ، وكذلك مسجد القبلتين الذي حدثت عنده حادثة تحويل القبلة
.
مذكرات حاج صغير
سنغادر اليوم المدينة المنورة
فقد حان الوقت لنعود إلى بلادنا مرة أخرى ، لذلك قمنا بالاستعداد منذ الصباح ، وكان آخر ما فعلناه في هذا المكان هو الصلاة في الروضة الشريفة ، ونحن ندعو الله
عز وجل
أن يعيدنا إلى هذا المكان الطاهر مرة أخرى ، حقا كم أشتاق إليك يا حبيبي يا رسول الله والى صحابتك وأهل بيتك الكرام ، أدعو الله
عز وجل
أن يجمعني بهم في الجنة ، وأن ألقاك يا رسول الله على الحوض وأنت راض عنى ، وأن تسقيني بيدك الشريفة شربة هنيئة لا أظمأ بعدها أبداً
مذكرات حاج صغير
والآن ها أنا قد عدت إلى بلادي مرة أخرى
واجلس في غرفتي الصغيرة لأحكى لكم عن هذه الرحلة الممتعة ، لقد عدت من هذه الرحلة بمشاعر حب تملأ قلبي وروحي ، لقد عدت بحب كبير في قلبي هو حب الله
عز وجل
، فقد تذوقت حقا حلاوة القرب منه وعرفت معنى العبادة والدعاء ، لقد أدركت كم يحبنا الله
عز وجل
لأنه وهبنا هذه النعمة العظيمة ، نعمة الإسلام تعلمت في هذه الرحلة معنى الصبر والمجاهدة ، تعلمت أيضا الحب والتآخي بين المسلمين ، لقد فهمت في هذه الرحلة