سميرة عضو فعال
عدد الرسائل : 239 تاريخ التسجيل : 02/10/2008
| موضوع: من مظاهر التقصير في تربية الأولاد الجمعة أكتوبر 24, 2008 4:02 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من مظاهر التقصير في تربية الأولاد
بالرغم من عظم مسؤولية تربية الأولاد إلا أن كثيرًا من الناس قد فرط بها، واستهان بأمرها، ولم يرعها حق رعايتها، فأضاعوا أولادهم، وأهملوا تربيتهم، فلا يسألون عنهم، ولا يوجهونهم..
وإذا رأوا منهم تمردًا أو انحرافاً بدأوا يتذمرون ويَشْكُون من ذلك، وما علموا أنهم هم السبب الأول في ذلك التمرد والانحراف كما قيل
:
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له * إيـاك إياك أن تبتل iiبالماء
:
والتقصير في تربية الأولاد يأخذ صورًا شتى، ومظاهر عديدة تتسبب في انحراف الأولاد وتمردهم، فمن ذلك ما يلي :
تنشئة الأولاد على الجبن والخوف والهلع والفزع*
فمما يلاحظ على أسلوبنا في التربية تخويف الأولاد حين يبكون ليسكتوا; فنخوفهم بالغول، والبعبع، والحرامي، والعفريت، وصوت الريح، وغير ذلك.
وأسوأ ما في هذا أن نخوفهم بالأستاذ، أو المدرسة، أو الطبيب; فينشأ الولد جبانًا رعديدًا يَفْرَقُ من ظلِّه، ويخاف مما لا يخاف منه.
وأشد ما يغرس الخوف والجبن في نفس الطفل أن نجزَع إذا وقع على الأرض، وسال الدم من وجهه، أو يده، أو ركبته، فبدلاً من أن تبتسم الأم، وتهدِّئ من رَوْعِ ولدها وتشعره بأن الأمر يسير تجدها تهلع وتفزع، وتَلْطِم وجهها، وتضرب صدرها، وتطلب النجدة من أهل البيت، وتهول المصيبة، فيزداد الولد بكاءاً، ويتعود الخوف من رؤية الدم، أو الشعور بالألم.
تربيتهم على التهور، وسلاطة اللسان والتطاول على الآخرين، وتسمية ذلك شجاعة * وهذا خلل في التربية، وهو نقيض الأول، والحق إنما هو في التوسط.
تربيتهم على الميوعة، والفوضى، وتعويدهم على الترف والنعيم والبذخ* فينشأ الولد مترفاً مُنعَّماً، همُّه خاصة نفسه فحسب، فلا يهتم بالآخرين، ولا يسأل عن إخوانه المسلمين، لا يشاركهم أفراحهم، ولا يشاطرهم أتراحهم; فتربية الأولاد على هذا النحو مما يفسد الفطرة، ويقتل الاستقامة، ويقضي على المروءة والشجاعة.
بسط اليد للأولاد، وإعطاؤهم كلَّ ما يريدون* فبعض الوالدين يعطي أولاده كل ما سألوه، ولا يمنعهم شيئاً أرادوه، فتجد يدَه مبسوطة لهم بالعطاء، وهم يعبثون بالأموال، ويصرفونها في اللهو والباطل، مما يجعلهم لا يأبهون بقيمة المال، ولا يحسنون تصريفه.
إعطاؤهم ما يريدون إذا بكوا بحضرة الوالد، خصوصًا الصغار* فيحصل كثيرًا أن يطلب الصغار من آبائهم أو أمهاتهم طلبًا ما، فإذا رفض الوالدان ذلك لجأ الصغار إلى البكاء; حتى يحصل لهم مطلوبهم، عندها ينصاع الوالدان للأمر، وينفذان الطلب، إما شفقة على الولد، أو رغبة في إسكاته والتخلص منه، أو غير ذلك; فهذا من الخلل بمكان، فهو يسبب الميوعة والضعف للأولاد.
يقول الدكتور محمد الصباغ " سمعت من مالك بن نبي - رحمه الله - أن رجلاً جاء يسترشده لتربية ابن له أو بنت ولد حديثاً، فسأله: كم عمرها? قال: شهر، قال: فاتك القطار، قال: وكنت أظن بادئ الأمر أني مبالغ، ثم إني عندما نظرتُ وجدت أن ما قُلتُه الحقُّ، وذلك أن الولد يبكي، فتعطيه أمه الثدي، فينطبع في نفسه أن الصراخ هو الوسيلة إلى الوصول إلى ما يريد، ويكبر على هذا، فإذا ضربه اليهود بكى في مجلس الأمن يظن أن البكاء يوصله حقه "
شراء السيارات لهم وهم صغار* فبعض الوالدين يشتري لأولاده السيارة وهم صغار، إما لأن الابن ألحَّ عليه في ذلك، أو لأن الأب يريد التخلص من كثرة طلبات المنزل، ويريد إلقاءها على ولده، أو أن الابن ألحّ على الأم، والأم ألحّت على الأب، أو لغير ذلك من الاعتبارات..
فإذا تمكن الولد من السيارة فإنه في الغالب يبدأ في سلوك طريق الانحراف، فتراه يسهر بالليل، وتراه يكثر الخروج من المنزل، وتراه يرتبط بصحبة سيئة، وربما آذى عباد الله بكثرة التفحيط، وربما بدأ في الغياب عن المدرسة، وهكذا يتمرد على والديه، فيصعب قياده، ويعز إرشاده.
الشدة والقسوة عليهم أكثر من اللازم* إما بضربهم ضرباً مبرحاً إذا أخطأوا ولو للمرة الأولى أو بكثرة تقريعهم وتأنيبهم عند كل صغيرة وكبيرة، أو غير ذلك من ألوان الشدة والقسوة .
شدَّة التقتير عليهم* فبعض الآباء يُقَتِّر على أولاده أكثر من اللازم، مما يجعلهم يشعرون بالنقص، ويحسون بالحاجة، وربما قادهم ذلك إلى البحث عن المال بطريقة أو بأخرى، إما بالسرقة، أو بسؤال الناس، أو بالارتماء في أحضان رفقة السوء وأهل الإجرام.
حرمانهم من العطف والشفقة والحنان* ما يجعلهم يبحثون عن ذلك خارج المنزل; لعلهم يجدون من يشعرهم بذلك.
الاهتمام بالمظاهر فحسب* فكثير من الناس يرى أن حسن التربية يقتصر على الطعام الطيب، والشراب الهنيء، والكسوة الفخمة، والدراسة المتفوقة، والظهور أمام الناس بالمظهر الحسن، ولا يدخل عندهم تنشئة الولد على التدين الصادق، والخلق الكريم
أختكم سميرة
| |
|