ألجم لسانك بلجام الشرع

بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ألجم لسانك بلجام الشرع

قال الله تعالى في محكم تنزيله بعد بسم الله الرحمن الرحيم : ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) سورة ق 18 ، و قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" من يضمن لي ما بين لحييه و ما بين رجليه أضمن له الجنة" متفق عليه

إن اللسان نعمة عظيمة من نعم الله سبحانه و تعالى و هو من علامات إظهار الإيمان فليقبل أحدنا على لسانه فيلجمه بلجام الشرع، فإن اللسان من أعصى الأعضاء على صاحبه، و هل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد أنفسهم.

فعن سفيان بن عبد الله رضى الله عنه قال. قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به. فقال:"قل ربي الله ثم استقم، قلت : يا رسول الله ما أخوف ما تخاف عليَ ؟ فأخذ بلسانه.." الحديث رواه الترميذي و قال حديث حسن صحيح.

و من الواجب على المسلم أن يصون لسانه من كثير من الآفات منها:

الحلف بغير الله- شهادة الزور-اللعن- الكذب- الغيبة- النميمة- المدح المذموم- السب و الشتم ...
كثيرا منا من يغفل على صيانة لسانه من هذه الآفات نسأل الله العافية و المغفرة و الثبات

كما لا ننسى أن نذكر و نتذكر أن للسان آفتان عظيمتان ، إن خلص من إحداهما لم يخلص من الأخرى- إلا من رحم ربه و هما آفة الكلام ، و آفة السكوت.. فالساكت عن الحق شيطان أخرس، و الناطق بالباطل شيطان ناطق

و قال لقمان:الصمت حكمة و قليل فاعله

إن للسان ميادين كثيرة في طاعة الرحمن و ذكره، و يمكن للمرء بدل أن يستعمله في ما لا يرضي الله عز و جل ،أن يستعمله في ذكر الله و يرقى به أعلى الدرجات، فيأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر ، و يتكلم كلام طيب يطيب به خاطر أخيه المسلم و يسعى إلى الإصلاح بين المتخاصمينو غيرها من الأعمال الصالحة

اللهم إجعلنا ممن يسمعون القول و يتبعون أحسنه

و صلى اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

أختكم في الله سميرة