هل لك القدرة على إسعاد الآخرين

هل لك القدرة على تحقيق السعادة :
من حق أي إنسان أن يطمح أن يعيش سعيدا...
لكن مهلا هل لنا القدرة على تحقيقها...؟!
كما هو معلوم الزمن يمضي رغما عنا وحتى إن تشبثنا بتلابيبه ورجوناه أن يبقى فلن ينتظر ولا يمكن الوقوف أمامه وكل واحد منا يبحث عن عبر هذا الزمن الذي قوته أقوى من أي تيار عن تحقيق السعادة والاستقرار والأمان.
وقد نواجه مواقف وأزمات صعبة التي قد تسفر على هزة عنيفة في الأعماق...
لكن لانتعلم إلا إذا احترقت أصابعنا ولن نعرف طعم السعادة الحقة إلا إذا شعرنا بالألم.
ويمكن أحيانا أن يكون الجرح أكبر من أي مشاعر ولا نقدر أن نداويها
في أيام ...فالحياة هنا كفيلة بأن تمحيهاعبر السنون...
وتبقى السعادة شئ بسيط ومعقد ..بسيط لأنه إحساس يشعر به الإنسان أولا يحس به وليس مجبرا إلى شرح أو إثبات أو نفي.
ومعقد لأن ما يسعد هذا الإنسان يمكن أن يكون هو سبب في شقاء الآخر...
ولكي نحقق السعادة في حياتنا علينا أن نفكر في النجاح من خلال النظر إلى الأمام وليس إلى الوراء ونتحرك في اتجاه تحقيق أهدافنا بالتوكل على الله في كل الأحوال.
علينا أن لا نرى القمة بعيدة المدى وأنها صعبة الوصول لنجعلها قريبة منا فإنها تتسع لنا ولغيرنا ربما قد نفشل في البداية الطريق لتحقيق السعادة لكن لما لا نجعل من فشلنا نور من الله نضيء به جوانب حياتنا المظلمة ونفتح أبواب أخرى وجديدة لتحقيق السعادة.
ربما يحتل علينا الخوف من الفشل لكن لماذا نخاف من شئ لا نعلمه؟!
هل سوف يأتي أم لا؟!
لكن واقع الحال يقول أن الخوف هو صفة دائمة مع الإنسان مثلا:
هناك غني يخاف أن تذهب سعادته إلى الأبد عند زوال ثروته أو ماله
فهو حينها تجده يكد ويتعب وينسى نفسه وعائلته لكي يصل إلى القمة
وبكون غني وفي نظره تلك هي السعادة!
مسكين انه شقي ......!جعل سعادته في تحقيق الثروة وخوض أشرس الحروب للحفاظ عليها ومع الأسف لا راحة له....
هذا المال الذي يشقى به الأغنياء هو ما يفرح ويسعد الفقراء عندما يقع شئ منه في أيديهم ..تراهم طوال اليوم يخططون ويفكرون كيف يتصرفون به فهذا الشعور يولد لديهم البهجة والسرور...
أتساءل هل مجتمعاتنا بما فيها من طبقات مختلفة ومتفاوتة أصبحت تبحث عن حلم اسمه السعادة؟!
اعتقد انه لايمكن ذلك طالما هناك تفاوت ثقافي ومادي ومعنوي ...صعب تحقيق ذلك لأن الناس البسطاء أحلامهم محدودة ومطالبهم صغيرة جدا ...هناك أب في حلم دائم في شراء شقة صغيرة وسط حي نظيف يجمعه مع أسرته من دون أن يطرق عليه صاحب الشقة وينهال عليه بالسب والشتائم لتأخره عن دفع مصاريف الكراء.
وأم تحلم بمدرسة جيدة تستقبل أحلام ابنها الطامح إلى أن يكون له مستقبل زاهر وأفضل من أبيه وجده...
وشاب يحلم في إيجاد وظيفة تضمن له قوته وتتسع لطموحاته في الارتقاء...
وطفلة تريد أن تلعب في حديقة خضراء أنيقة وجميلة بدل اللعب في الأماكن المتسخة
أما الناس البسطاء الذين يقطنون القرية فان السعادة لديهم أن يجدوا الطريق الذي يربطهم بالعالم المعاصر ...دون عوائق أو مشاق
إذن ما الغاية من تحصيل السعادة؟ وما السبل التي تمكننا من تحقيقيها ؟؟
الغاية إذن تكمن في أن نمد الجسور مع الآخرين ونخلق واحة التقارب والتفاهم وأن نجعل قلوبنا بيضاء نحن نعيش العمر مرة واحدة وكل لحظة في حياتنا ثمينة ولكنها تظل فارغة مالم تكن
مليئة بالسعادة والتجاوب مع الآخرين
أما السبل لتحقيق السعادة تتجلى: في إسعاد الغير ومد يد العون له والعمل على إيصال الخير للناس أجمعين ونفعهم وأن نأخذ بالعفو ونعرض عن الجاهلين ربما قد تمر بنا مراحل نكون نحن بدورنا نحتاج إلى من يملأ السعادة بأعماقنا لكن أن لم تجد فبادر أنت لتقدم السعادة لغيرك وصافحه بقلب بشوش صافي ولا تتردد أن تدخل ولو بسمة إلى جوارحه الحزينة .وعلينا أيضا أن نلتزم بمبادئنا وقيمنا الإسلامية والدينية وأن نحافظ على كرامتنا وخلقنا وأن نشحن أنفسنا بالثقة والعزيمة والإرادة الصادقة وأن نجعل الله تعالى هو خير معين لنا.وجوابا على سؤالي أعلاه: هل لك القدرة على تحقيق السعادة؟؟!!!
أقول لكي تكون لنا القدرة على تحقيق السعادة علينا أن لا نقضي وقتا طويلا نبحث عنها وسط أحلامنا الجميلة ونتعقب خطواتها ونرصد ظلها المتسرب من بين أيدينا....لأننا بعد طول عناء سنكتشف أن تحقيقها كامن في أعماقنا وذلك حين نصل إلى حالة الرضا عن أنفسنا.

للأمانة هذا الموضوع منقول وسلام الله عليكم